روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف توجد الحميمية.. في عائلتنا؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف توجد الحميمية.. في عائلتنا؟


  كيف توجد الحميمية.. في عائلتنا؟
     عدد مرات المشاهدة: 2317        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الرائع وجعله في ميزان حسناتكم

أنا طالبة جامعية..كتومة جدًا..عندما أحزن لا أحد يعلم..حتى إذا تضايقت من موقف ما قد لا أخبر من حولي أن هذا الموقف ضايقني

أعيش في وسط عائلة كبيرة أعمارنا متقاربة من بعضها البعض.. أشعر أنه لا يوجد تواصل حميمي بين أفراد عائلتنا..نتحدث نعم ولكن نادرًا أو عندما نطلب مساعدة من بعضنا الآخر...

أنا لا أحب هذه الطريقة في المعيشة..أكره عندما يقدم لي أبي مساعدة ولا أقول له شكرًا..أكره عندما أغضبه ولا أستطيع أن أقول آسفة..

أكره عندما يغادر ولا نقول له مع السلامة.. أكره عندما يعود من السفر ولا نقول له اشتقنا لك..

أتألم عندما يمرض ولا نسأل عنه..بل نسأل أمي عن حاله... أريد أن أغير نفسي وأريد أن تتغير عائلتي معي..وسيحدث..ولكن لا أعرف أين نقطة البداية!!

الغريب أننا (أنا وإخوتي) دافئون جدًا مع أصدقائنا وزملائنا..آسف وشكرا ومع السلامة ووحشتوني كلمات عادية معهم..

ولكنها صعبة داخل المنزل...ولا أعلم لماذا! ألأننا لمن نتعود على ذلك منذ طفولتنا؟ أم أن هناك أسباب أخرى!!

رجاءً أخبروني ماذا أفعل لأصلح من نفسي ولنكون عائلة متحابة..لأنني أخاف إذا كبرنا وافترقنا في المستقبل
فلن نسأل عن بعضنا البعض!!

أرشدوني إلى طرف الخيط..وأنا سأكمل بإذن الله لدي استفسار آخر لو سمحتم لي..لدي أخي مراهق عمره 18 عامًا..بدأ يتهاون بصلواته.. ترك صلاة الجماعة تمامًا... أصبح يعشق سماع الأغاني (حتى الأغاني الهابطة) بالرغم من إنه كان متدينًا وملتزمًا

الغريب أنه مثقف ويحب القراءة..لكنه عنيد..أبي كثيرًا ما يجبره على الصلاة وينهره..أخبرته أن لا يفعل ذلك..قلت لأمي أن على أبي أن يصاحبه في هذه المرحلة.. لكن ابي عنيد..طيب ويحب مساعدتنا ولكن لا يعرف أن يرى الخطأ ويسكت عنه.

والآن والدي يفعل نفس الشيء مع أخي الصغير وبدأت أحس أن أخي الصغير سيكره الصلاة قريبًا..كيف أعيد أخي المراهق إلى تدينه وكيف أعلم أخي الصغير أن يحب الصلاة..ليس لأنها فرض بل لأنها تجلب لنا السعادة!!!

أعتذر على الإطالة ولكنني ضائعة..وأحمل كثيرًا من الهموم على ظهري وددت لو أجد من يحملها معي..شكرًا لكم مرة أخرى

الحمد لله رب العالمين:

أهلًا أختي وحياك وبارك فيك.. وأشكر لك حرصك وهمتك وحرصك على إصلاح نفسك وغيرك.. وجميل جدًا أن يحس المرء أو يسمع أن هناك من يحمل هم هداية الناس خاصة من الأقربين وهذا ما تمثل ففيك لا حرمك الله الأجر والمثوبة.

أختي سؤالك من شقين:

الأول في برك والديك.. ودعيني أكون معك صريحا فما تقوليه ليس مشكلة بقدر ما هو وسوسة من الشيطان وعلى هذا فعليك اعلمي أن بر الوالدين واجب حتى ولو كانا سيئين، ويحرم العقوق حتى ولو كان الأب شديدًا أو سيئ المعاملة..

وقد أمر الله بحسن المصاحبة بالمعروف حتى وإن جاهدا على كفر ولدهما "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا...".. وأمر بصلتهما والإحسان إليهما حتى ولو كانا كافرين كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لأسماء وقد وفدت إليها أمها وهي كافرة لحاجة فقال:"صلي أمك".. ووالدك ليس إلى هذا الحد..

بل هو والد صالح طيب حريص عليكم كما تقولين.. وعلى هذا فأحمد ربك على هذه النعمة وعليك بأن تحرصي على بره والتقرب إليه فهو والله نعمة ستندمين عليها متى زالت.. فينبغي الابتسامة في وجهه والإحسان إليه.. وتعمد الرضى بخدمته.

ولهذا وأراك بصدودك آثمة ينبغي الإقلاع والتوبة إلى الله تعالى وتحملي فهو جهاد..بل من أعظمه الاجتهاد في خدمة الوالدين.

ثانيا: بالنسبة لموضوع والدك فأنا أوافقك تمامًا على ما تقولين:

وإني أسال الله تعالى لهذا الأخ الهداية والسلامة مما هو والمشكلة التي يعاني منها أخوك ليست مشكلة مستعصية – بحمد الله- فأخوك – إن كان كما ذكرت- فيه خير كثير، ولكنه يمر بمرحلة عمرية صعبة، تحتاج إلى قدر من حسن التعامل، والتوجيه الإيجابي الذي يعتمد منهج الحوار والهدوء، ويبتعد كل البعد عن أساليب التوبيخ، والتهديد، والصراخ.

وسأقدم لك بعض النقاط المهمة في علاج مثل هذه الحالة التي يعاني منها هذا الأخ فاحرصي على تطبيقها في هدوء ودون عجلة على النتائج- مع تقديري للحالة النفسية التي يعاني منها أي أب أو أخ، عند شعوره بأن ابنه أو أخاه قد وقع في مثل هذه المزالق الخطرة-:

1- عليك بكثرة الدعاء له بأن يصرف الله عنه هذا الداء.

2- الهدية ففيها كسب لقلبه وقرب نافع يصحح مساره.

3- تجنب الاصطدام المباشر به.

4- عليك أن تشعريه بعدم رضاك عنه – بطريقة غير مباشرة- وليكن ذلك عن طريق أحب الناس إليه في العائلة – وعادة تكون الأم أنسب الناس للقيام بمثل هذه المهمة-.

5- حاولي أن تتقربي إليه بمعنى كوني صديقة له؟! وحاولي في الوقت نفسه أن تبعديه بقدر الاستطاعة عن قرناء السوء.

6-الكلام عن الرفقة الصالحة وأهميتها.

7-تنبيه الأبناء إلى العناية بمعالي الأمور، والترفع عن سفسافها. ولا شك أن العاقل يدرك بفطرته أن المعاصي من سفساف الأمور.

8-إرشاده – بطريق غير مباشر- إلى البيئة التي تساعده على الاستقامةً.

9- الترحيب بكل خطوة تلاحظين أنه يخطوها في الطريق الصحيح.

11-ـ حاولي أن تظهري له ما يتمتع به من الصفات الطيبة واظهري الثناء عليه.

12ـ ذكريه بنهاية هذا الأمر وما يظهر من العصاة حال الموت من سوء خاتمة، وهذا أمر ثبت لدي من طريق الثقات، ولعلك تهدينه شريطي (كيف مات هؤلاء) بعد سماعه.

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، ويأخذ بنواصينا جميعًا إلى البر والتقوى.

وفقك الله، وتاب علينا جميعًا وسامحنا بعفوه آمين.

الكاتب: الشيخ عبد الله بن راضي المعيدي

المصدر: موقع المستشار